مــــــنــــــــــتـــــــــدى الــــخــــنــــافــــر ال قـــــيــــر
منتديات الَ قير الخنافر ترحب بالاعضاء والزوار


تحياتي ::

الخنفري ...

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مــــــنــــــــــتـــــــــدى الــــخــــنــــافــــر ال قـــــيــــر
منتديات الَ قير الخنافر ترحب بالاعضاء والزوار


تحياتي ::

الخنفري ...
مــــــنــــــــــتـــــــــدى الــــخــــنــــافــــر ال قـــــيــــر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عروس تقص قصتها

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

xcv عروس تقص قصتها

مُساهمة من طرف للصمت هيبه الثلاثاء 12 يناير 2010 - 16:13


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]





عروس تقص قصتها




ها أنذا أسير نحو القهوة التي تقع في نهاية الشارع الذي أقطنه ، حاملاً فوق كاهلي ستين عاماً ، تاركاً خلفي زوجة في الخمسين من عمرها ، إنها في نظر مثيلاتها ما زالت شابة ، محتفظة بجمالها ونضارتها ، وفي نظري هي مختلفة جداً ، لقد أصبحت عجوزاً ، مملة ، باردة الإحساس ، ثقيلة الظـل ، تـتفوه بأحاديث مثلها تافهة .. أنا الآن خارج المنزل و أشعر براحة عظيمة في بعدي عنها والمنزل الذي استعمرته منذ ثلاثين عاماً ، إنها دائماً تسخر مني ، وتعيرني بكبر سني فقط لأني أصبحت جدَاً .... حسناً سـوف أريها ، وأثبت لها أنـني ما زلت شاباً وسيماً وجذاباً ، أدير رؤوس الفتيات قبل السيدات .
وصلت القهوة واتخذت أفضل موقع منها ... موقع احتـلـلـته منذ افـتـتاحها ، ومنه أستطيع رؤية كل شيء ... الشارع...المارة و السيارات العابرة ، طــلبت شاياً وشـيشة بطـعـم الـتفـاح أجل إن رائحة التفاح تشعرني بالنشاط والحيوية والشباب ، تصـفـحـت الجريدة التي اعتدت قراءتها كل يوم ، وبدأت بقراءة الصفحة الاقـتصادية .. ولم لا ... فأنا أملك رأسمال كبـيـر في بعض البنوك وأسهـماً وعقارات ، إنني غني ولا ينقـصـني شيء والحمد لله .... آسف ...... بل تنقـصني زوجة .
تركت الجريدة ، وشربت الشاي متلـذذاً برائحة النعناع ، مسـتمتـعـاً بالنـكات التي أطلقت ضحكاتنا في الفضاء حاملة معها همومنا نحن المتزوجين ..... وها قد وصلت في وقتها المناسب ، ولأجلها عدلت جلستي لاستقبالها ، محبوبتي وتسليتي الوحيدة... الشيشة ..... منسيتي ما تـغص به النفس من عذابات ، تشفط شـفـتـاي بشغف ذاك الدخان الأسود ، وعيناي مـفـتوحتـان ، ترقبان الشارع ، وتـترصدان من يمر به ، فجأة تلوح امرأة بعباءتها الحريرية ... أركز نظري عليها علًها تلمحني وتتكرم عليَ بابتسامة أو حتى نظرة ، ماما .. ماما ، صوت طـفـلة تصـرخ راكضة ، و تمسك بطرف العباءة ....... يا لخيبة الأمل .
آخذ نفساً أعمق من السابق لأداري خيبتي ، ولكن هناك بصيص أمل ، فها هي امرأة أخرى تسير بتؤدة وعلى مهل ...... آآآه كم تسحرني العباءة وصاحبة العباءة ، إنها جميلة

ولكن ما هذا ، إنها تسحب رجلها اليسرى ، يا إلهي إنها عرجاء .... لا حول ولا قوة إلا بالله ، أشحت ناظري عنها كي تأخذ راحتها في مشيتها ، و تـلوح فتاة أخرى ، ولكن هناك من يسير خلـفـها ويتعـقبها بحذر ... لا بد أنه حبـيـبها أو أخوها أو ...........
يمر الوقت ويخلو الشارع من ناسه إلا من ذاك الغزال الشارد ، إنه يتسلل بهدوء من منزله الواقع في الجهة المقابلة للقهوة ، إنها شابة في العشرين من عمرها ، تغطي شعرها بخمار أسود رقيق ، وتستر جسدها بعباءة حريرية ملقاة بغنج على كتفيها العريضين ، إنها تسير بخطوات خائفة ، تـتلفت حولها بحذر .. لا بد أنه الخجل ، ينزلق الخمار ويبدو شعرها الأسود منسدلاً فوق كتفيها ، تعيد الخمار إلى مكانه وتحين منها التفاتة نحو القهوة ، تلتقي عينانا بسرعة ..... يا إلهي كم هي ساحرة عيناها .. تفــتر شفتاها عن ابتسامة وتـكمل طريـقـها ، أتـابـعها بجسمي كـــلـه إلى أن اختفت .
نهضت من مكاني بخفة ونشاط الثلاثين ، يا لسحر تلك الابتسامة ، دخلت المنزل واثق الخطا ، أنظر إلى تـلك الـتي يقال إنها زوجتي .... نطقت بكلمات وكأنها لم تنطق بها ، لم أحس بشيء مما يدور حولي ، فتحت باب غرفتي وأقفـلت الغرفة عليَ .. ألقيت بنفسي على الكرسي الهزاز وبدأت أستعيد بدقة كل التفاصيل .
صحوت في اليوم التالي إثر وقوعي عن الكرسي ... آه يا رأسي ، هل نمت الليل بطوله على هذا الكرسي اللعين ، آه يا ظهري .. نهضت ودفنت جسدي مرة أخرى في سريري الوثير ، غفوت وصحوت فزعاً على صوت ينادي .. الغداء جاهـز ، ما لـهذه العجوز تصرخ ، حتى دعوتها للغداء مزعجة مثـلها ، لم أستجب لندائها فأنا لست جائعاً بل أحتاج إلى شرب فنجان قهوة ساخنة ، وتدخين سيجارة كعادتي في كل يوم منذ تركت لأبنائي الثلاثة إدارة أعمالي ، إنهم قادرون على إدارتها أكثر مني في هذه الفترة .
نظرت إلى الساعة ، الوقت مازال مبكراً ، شاغلت نفسي بأعمال تافهة ريثما يحين موعد الذهاب إلى القهوة … مالي أنتظر على أحر من الجمر ، هاهي الساعة تدق الخامسة وأنا مستعد للخروج ، جلست في مكاني المعتاد ، ووصلتني طلباتي المألوفة ما عدا الشـيـشـة فـقـد طـلبتها بطـعم الفراولة ....... ولا تسألوني لماذا الفراولة ، مرت نساء كثيرات
بعباءات حريرية وسافرات ولم يدرن رأسي ، لم تدره سوى ذات العشرين ربيعاً .. عروسي


وها هي ذي تقبل من بعيد بنفس الخطوات والخوف ، و لكنها هذه المرة لم تنتظر سقوط الخمار عن رأسها كي تنظر إليَ ، بل وجهت سهام عينيها مباشرة نحوي .. آه كم من طائر حر وقع في حبائل عينيك يا غزالي .. العرق يتصبـبني وشفتاي تحبسان الدخان داخل جوفي … تحمر عيناي وأسعل بقوة ، يجري الجميع لإنقاذي ، شربت الماء بسرعة ، رفعت رأسي فلم أجدها .... ياخسارة .
أسبوع مــرَ على حديـثـنا بالنظرات والابتسامات ، وأيقـنت تماماً أنـهـا مـهـتمة بي أنــا وحدي وليس الآخرين الذين يملأون القهوة .. ولم لا .. فأنا الملك بـيـنهم والعبد عند قدميها ، إنها تستحق أن يكون الجميع عبـيداً لها .
وهكذا عقدت النية على الارتباط بها على سنة الله ورسوله ، لكنها يتيمة الأب ، إذن سأطـلبها من أمها وسأبذل كل ما لديَ من أموال في سبـيل الحصول عليها ، إنها سـتقـلب حياتي رأساً على عقب ، وتعيد لي أمجاد الماضي .. أمجاد الشباب .
يمر أسبوع آخر أزداد في كل يوم من أيامه إصراراً على الزواج منها ، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفــن ، فأنا لم أرها منذ أيام ثلاثة رغم جلوسي حتى تخلو القهوة من روادها ، ولكن بدون فائدة ، وفي اليوم الرابع خرجت متفائـلاً بأنـني سأراها ، وأثناء انتظاري لطـلباتي المعتادة دار حديث خاص بنا نحن المتزوجين ، وأخذنا نشكو همومنا لبعضنا البعض ، ولكني فاجأتـهم بعزمي على الزواج من ذات العشرين ربيعاً ، تساءلوا ....
- ومن تكون ؟
- لتكن مفاجأة لكم جميعاً
واصلت الحديث وبالغت في وصف العروس دون التعريف بها وما نحن عليه من إعجاب وتفاهم والجميع فاغرو أفواههم دهــشـة مما يسمـعـون ، وآذانهم منتصبة ومتحفزة لالـتـقاط كل كلمة لا بل كل حرف .... خيل إلي أنني البطـل عنـترة ..... قيس .... جميل .... وفجأة حلَ علينا ضيف ثقيل حوَل دفة الحديث وجهة أخرى كعادته قائـلاً :
- أتذكرون ذات الخمار الأسود
- تقصد ذوات الخمار الأسود .... أيهن ؟


- التي تخرج بعد خلو الشارع من المارة
- تلك التي ترشق سهام عينيها يمنة ويسرة
- علق أحدهم - آه .. لقد رشقـتني بواحد من تلك السهام ...... ، ردَ آخـــــر
- لست وحدك ... أعتقد أنها أوقـعت الجميع في حبائـل عينيها ، حتى عريسنا الجديد وقـهـقـه ... رددت
- دعوا عنـكم هذا الحديث .. ولكن ضاعت دعوتي هباء ، وواصل الضـيف الثـقيـل كلامــه :
- ألم تلاحظوا غيابها منذ عدة أيام
- بلى .. يا خسارة هل خطبت أم تزوجت ؟؟؟
- لا هذا ولا ذاك........ بل أمسكتها شرطة الآداب ......صرخت
- آخ .. آخ إنه ساخن جداً ... لقد أوقعت كوب الشاي على ملابسي ، وبدأت ألعن وأشتم الصبي الذي أحضره مردداً ... ما لكم وبنات الناس ، أستـغـفـر الله العظيم .
ونهضـت حانقاً .. محطما ً ... غادرت القهوة متجـهـا ً نحو المنزل حاملاً فوق كاهلي ستين عاماً ... سبعين ....لا بل ثمانين .







[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
للصمت هيبه
للصمت هيبه
عضو مشارك

انثى عدد المساهمات : 115
نقاط : 1492
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 04/11/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

xcv رد: عروس تقص قصتها

مُساهمة من طرف nasser-vip الثلاثاء 12 يناير 2010 - 18:08

أشكرك على موضعك الجيد
وعلى مروورك المتميز
nasser-vip
nasser-vip
ادارة المنتدى

ذكر عدد المساهمات : 181
نقاط : 2051
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 06/12/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى